الأحد، 2 أغسطس 2015

شقيقُ الروح.. صديقي

                                               

بعيداً عن المفاضلة بين الصديق والصاحب والفروق بينهما، أجد أنه أمرٌ عظيمٌ تزخر به حياةُ كل إنسان حين يحظى في هذا الزخم من الكون الممتد بتفاصيل لا نهائية من ممارسة البشر حقوقهم الطبيعية في أن يكونوا أناسيَّ يعضد بعضهم بعضا ليسيروا بشكلٍ أو آخر قدماً في معتركهم مع ثنائية الحياة والموت، أقول إنه أمرُ عظيم أن تحظى في خضم تلك المنفعة الطبيعية المادية على منفعةٍ أرفع منها درجةٍ وأسمى؛ أرفع لأنها الوسيلة المحددة إلى كمالٍ من نوعٍ خاص، كمال لا يسع إلى أن يكون كمالاً في التجانس والتآلف الروحي، وأسمى لأنها تختص بالأرواح ولا علاقة لها بما دون ذلك، وعليه فإنني لا أستطيع في كثير من الأحيان أن أتصورني واقفاً على هذه النعمة من دون أن تكون سابغةً عليَّ، أو لا أشكر الله فضلها.
يحدث أن أشعر بالوحدة في أوقاتٍ قد لا تكون قليلة، ويحدث أن أتخيلني دون دثارٍ روحي حين أصطدم باضطرابٍ ما؛ لكن الدنيا هذه ليس بوسعنا أن نعبرها بأقل درجةٍ من السلام دون صديق حقيقي.
نعم، صديق حقيقي، يصب قالبه في روحي فنموت ولا تموتُ الألفة أبداً. يسعني كلما ضاق بي الفضاء أو حزبني أمر، يختصر الزمن، يملأ العمر، تسبق حيلته مكر الصروف إليَّ، وضحكته أثر الذاكرة العالق الذي لا يأتي بخير.

الصديق هو معناي الحقيقي من الإنسانية في كيفية تعاملي مع الآخرين، هو لوحةٌ إرشادية أتفاءل بها في طريق مجهول معتم أقطعه وحدي، هو هواءٌ قديمٌ يحفُّ بي كلما شعرتُ باختناقٍ جديد، هو ظلي من الشمس، وسامريِّ من القمر، هو فوق ما في نفسي من المعاني النبيلة الشريفة التي أعرفها وما لم أعرف.  

هناك 3 تعليقات:

  1. مرحبا، هل أنت بيتر.. العضو القديم في منتدى الملاذ؟

    ردحذف
  2. أهلاً، لا أعرف هذا المنتدى في الحقيقة. شكراً لاهتمامك (:

    ردحذف
  3. دائماً أقول: الأصدقاء من ضروريات الحياة، لا أتصورني بدون صديقة أبداً، صديقتي التي أكون معها "أنا" بحقيقتي وعيوبي وجنوني، دون أيّة حواجز وحدود.
    كلامك هنا عن الصديق راقي جداً.
    ميلندا

    ردحذف